الشيخ رائد بدير – مدير دار الافتاء والبحوث الاسلامية 48
نحن الان في سنة 2021م احذروا الفتنة مرة اخرى فتنة 2007، التاكيد على خيار المقاومة بعيدا عن الدبلوماسية والحوار، او التاكيد على مسار الحوار وتبخيس خط المقاومة، سيحدث مرة اخرى فتنة في الشارع الفلسطيني، الصوت الاوروبي واضح ” مصالحة فلسطنية للحوار المباشر او الغير مباشر مع حركة حماس، يعني مشروع وطني موحد ، يعني ادناه التمسك بالقرارات الدولية واقامة دولية فلسطنية على حدود 4 حزيران لسنة 1967 وعاصمتها القدس مع البنود الاخرى للقرارات.، لا انفراد بحماس كما انفردوا مع فتح ولا استمرار الانفراد بفتح واستبعاد حركة حماس.لكل الفلسطيني في مشروع وطني موحد وهذا ما قصده الاروبيون ” شرط المصالحة” .
اياكم والعودة الى سنة 2007.نقطة اول السطر. ستجدون من يحفرون تحتكم للعودة الى سنة 2007.
اضغط على الرابط
هذا ما ستجده على الرابط
فلسطين على عربة ” داحس والغبراء”
بقلم: رائد عبدالله بدير 18/06/2007
من أهم الحروب المروعة المؤلمة حرب (داحس والغبراء) وهى أشهر من نار على علم فى تاريخ العرب ، وقد احتدمت نارها أربعين عاماً بين قبيلتى عبس وذبيان أبنى بغيض بن ريث بن غطفان. والسبب الذى اشعل الشرارة الأولى لنيران هذه الحرب الضروس كان السباق الذى أجرى بين الفرسين داحس وكان فحلاً لقيس بن زهير العبسى ، والغبراء وكانت حجراً (أنثى) لحمل بن بدر الذبيانى ، وكان قد تم الاتفاق بين الطرفين على رهان قدره مائة بعير وجعلا منتهى الغاية (مسافة السابق) مائة غلوة ومدة للإضمار قدرها أربعون يوماً. وعند انتهاء مدة الإضمار (تدريب الخيل للسباق) وحلول موعد السباق قيد الفرسان إلى موضع انطلاق وكان حمل بن بدر صاحب الغبراء قد أعد كميناً من بعض فتيان قبيلته وراء بعض التلال على مسالك طريق السباق وأمرهم بالوثوب بوجه الفرس داحس إن جاء سابقاً فيجفل وينحرف عن الطريق المعين ويؤمن فوز الغبراء، وبدأ السباق وكانت الغبراء فى الطليعة فى بادئ الأمر ولكن سرعان ما انتزع داحس القيادة منها بدون جهد (وهذا ما كان يخشاه حمل بن ندر) ومضى الفرسان فى السباق وكان تفوق داحس واضحاً لا شك فيه إلا أنه ما كاد يصل إلى موقع الكمين حتى خرج فجأة الفتيان من المخبأ ووثبوا بوجهه فجفل ووقع وأوقع فارسه ، وبهذا فسح المجال للغبراء للفوز ، ثم نهض فارس داحس وامتطى صهوة جواده ثانية بعد أن تأكد من عدم إصابته بعطب وانطلق داحس بفارسه كالصاعقة إثر الغبراء وكاد أن يظفر بها لولا قصر المسافة المتبقية لخط النهاية الذي أنقذ الغبراء وحرم داحساً من نصر محقق رغم المؤامرة التى دبرت له أثناء السباق. فازت الغبراء وطالب صاحبها بدر بالرهان وكاد أن يحصل عليه لولا أن المؤامرة انكشفت وبان زيف السباق بعد أن ندم فتيان الكمين على فعلتهم الشنعاء واعترفوا بإيعاز حمل بن بدر إليهم فى تنفيذ المؤامرة ، وقد حكم المحكمون بالفوز لداحس وطالبوا حمل بن بدر وأخاه حذيفة بن بدر بإعطاء الرهان إلى قيس بن زهير العبسى فرضخا للأمر وسلما الرهان .فى هذه المرحلة حيث انتهى السباق المغشوش بدأت نذر الشؤم ت حوم حول القبيلتين وغيوم الحرب تتلبد فى سماء عبس وذبيان تنذرهم بشر مستطير وحرب طاحنة لا تبقى ولا تذر. انتهى الأمر بسلام و كادت نار الفتنة أن تخمد وتهمد لولا أن أثارها جماعة السوء من قوم حذيفة بن بدر بتحريض من حمل شقيق حذيفة وذلك بأن لاموا حذيفة على تسليمه بالأمر الواقع وإعطائه الرهان إلى قيس ، وقرعوه على ضعفه تجاهه وأوغروا صدره ، وبدأت خيوط المأساة تحاك من جديد فقد أرسل حذيفة إلى قيس يطالبه بإرجاع الرهان ولم يكن من المنتظر أن ينال هذا الطلب غير الرفض، وقد طال الجدل بينهما دون جدوى ، وتطور النقاش إلى تراشق بالكلمات البذيئة كان بن حذيفة قد تمادى فى التطاول على قيس بالشتائم فما كان من قيس إلا أن طعنه برمح بالقرب منه وأرداه قتيلاً. ولكن العقلاء ورسل الخير من الطرفين قد تدخلوا وأنهوا النزاع بفرض دية المقتول على قيس الذى وافق على تقديمها دفعاً للشر وتجنباً لوقوع مالا تحمد عقباه بين العشيرتين الشقيقتين. كان المفروض أن تتوقف أعمال العدوان بعد أن سوى النزاع وارتضاه الطرفان إلا أن حذيفة بن بدر وأخيه حمل أبا ألا تخلق ما من شأنه أن يفسد الجو بين أولاد العم ، فبعد بضعة ايام من مقتل ابن حذيفة حرض حذيفة بعض رجال قبيلته على اغتيال مالك بن زهير شقيق قيس قد تم تنفيذ هذا الاغتيال. وجرت محاولات لإصلاح ذات البين ، وقد امتنع رؤساء عشائر عن المصالحة إلا أن قيس بن زهير كان أكثر تسامحاً من زملائه رؤساء العشائر وقبل الدية عن مقتل أخيه مالك ووافق رؤساء العشائر على مضض ، إلا ن حذيفة رفض إعطاء الدية رغم تسامح قيس الذى كان يروم إرجاع المياه إلى مجاريها بين أولاد العم ، فحلت الكارثة وقامت الحرب اربعين سنة.
من الصعب قياس الاحداث التي تجري في الضفة وغزة على هذه الحادثة من ايام العرب ولكن كثير من الأشياء الواقعة والمتوقعة في الضفة وغزة تشترك مع أحداث ” داحس والغبراء”. نذكرها في نقاط:
اعذرني ايها القارئ بهذا التشبيه، فما شاهدناه من فرحة على وجوه المتربصين، وما شاهدناه من انبساط على وجوه المتامرين، اقفل لنا الصدور وقبض لنا القلوب ولذا اقول لا يمكن وصف الصراع الفلسطيني الفلسطيني وسفك الدماء بين ابناء الشعب الواحد على انه صراع بين حق وباطل او ملائكة وشياطين، ومهما تكن المبررات التي يزعهمها كل طرف في تبرير سلوكياته فانه مردود عليه. وكل الفتاوى التي تبيح الدم الفلسطيني للفلسطيني فتاوى ساقطة هابطة لا تدل إلا على حمق صاحبها. نحن لا نعلم خفايا الأمور والذي يهمنا في مثل هذا الحال هو الراي العام وما نشاهده بام اعيينا وقد نبه الرسول صلى الله عليه وسلم الى اهمية الراي العام:”عن جابر بن عبد الله يقول ثم كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال دعوى الجاهلية قالوا يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار فقال دعوها فإنها منتنة فسمعها عبد الله بن أبي فقال قد فعلوها والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل قال عمر دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال دعه لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه.” رواه مسلم ولا يختلف اثنان على الاذى الذي سببه راس الفتنة للدولة الاسلامية ومع هذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه فقال دعه لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه” لا يتحدث الاعلام ان محمدا يقتل اصحابه؟ وهل راس الفتنة والكفر والذي يشهد التاريخ والسيرة انه عمل على زرع الفتنة والعبث بدماء واموال واعراض المسلمين هل هو من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ لا والف لا .ألا تلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم التفت إلى الرأي العام في منعه لعمر مع أن المسألة الجزئية المطروحة أن الرجل يستحق القتل، والرسول صلى الله عليه وسلم التفت إلى الرأي العام فقال بصراحة لا يتحدث الناس والناس من ألفاظ العموم تشمل المسلم وغير المسلم فلا مجال للشك أن الشريعة الإسلامية تقيم للرأي العام وزناً ولو أن الحديث عن مسألة مشروعة أو ممنوعة.
يجب المسارعة في عودة لحمة الشعب الفلسطيني فالوضع لا يحتمل التفريق ولا التمزيق ولا سفك الدماء ولا الجلاء…. كفى ….كفى…كفى….